ظلت توقعات الشركات إيجابية بقوة في شهر فبراير، حيث ارتفع مؤشر الإنتاج المستقبلي بحدة إلى ثاني أعلى مستوى منذ بدء الدراسة في شهر إبريل 2017، ولم ينخفض سوى عن ذروة شهر ديسمبر 2018. وتوقع حوالي %71 من الشركات المشاركة أن يحدث نمو، وربطوا ذلك بالمشروعات الجديدة المرتقبة والعملاء الجدد والمناقصات الجديدة الجاري اعتمادها والأعمال المرتبطة بكأس العالم.
يتم إجراء دراسة PMI، التي تُعدها مجموعة IHS Markit لصالح مركز قطر للمال، منذ شهر إبريل 2017. ويقدم التقرير مؤشرًا مبكرًا على أوضاع التشغيل في قطر. ويعد المؤشر الرئيسي المستمد من الاستبيان هو مؤشر مدراء المشتريات PMI™ وتشير القراءة الأعلى من 50.0 نقطة للمؤشر إلى وجود تحسن في النشاط الاقتصادي للشركات عما كان عليه في الشهر السابق، في حين تشير القراءة الأدنى من 50.0 نقطة إلى وجود انكماش.
ويتم حساب مؤشر PMI من خمسة مؤشرات بالنسبة للإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف ومواعيد تسليم الموردين ومخزون المشتريات. وقد هبط المؤشر من أعلى مستوى في ستة أشهر سجله في شهر يناير (50.5 نقطة) إلى 48.5 نقطة في شهر فبراير. وهذا يعكس بالأساس تباطؤ معدل نمو التوظيف بعد الزيادة القياسية في شهر يناير (المسؤولة عن 0.9 نقاط من الانخفاض البالغ نقطتين) ويعكس أيضًا انخفاضًا طفيفًا في مخزون المشتريات (-0.4 نقاط) مرة أخرى بعد زيادة قياسية في شهر يناير. وكان مؤشر الإنتاج قصير الأمد مستقرًا بشكل كبير بينما كان للطلبات الجديدة (-0.5) ومواعيد تسليم الموردين (-0.2 نقطة) إسهامات سلبية على القراءة الرئيسية (يتم عكس المؤشر الأخير لحساب مؤشر PMI).
عند استنتاج التغيرات في أرقام النمو الاقتصادي الرسمية، تجدر الإشارة إلى أن المقارنات مع البيانات الرسمية للناتج المحلي الإجمالي لقطر تشير إلى أن مؤشر PMI القطري بحاجة إلى الانخفاض بشكل كبير تحت 50.0 لفترة مستديمة قبل الإشارة إلى انكماش الاقتصاد، وهي علاقة لوحظت أيضًا في الاقتصادات سريعة النمو الأخرى مثل الصين والهند. وهناك صعوبة في الحصول على تقديرات دقيقة لقطر بسبب الفترة الزمنية القصيرة لكل من بيانات الناتج المحلي الإجمالي وبيانات مؤشر PMI المتوفرة حالياً للمقارنة. منذ شهر يوليو 2018، استقر مؤشر PMI عند 49.3 نقطة، وهي قراءة مساوية بشكل كبير للنمو السنوي (3.7%) في الناتج المحلي الإجمالي غير المرتبط بالقطاع النفطي.
ظل ارتفاع معدل التوظيف سمة أساسية في الدراسة الأخيرة بعد أن ازداد عدد الموظفين في شهر يناير بأسرع معدل منذ بدء الدراسة في شهر إبريل 2017، شهد شهر فبراير زيادة أخرى ، ولكن بوتيرة أبطأ.
شهد متوسط أسعار مستلزمات الإنتاج زيادة بمعدل أسرع في شهر فبراير، لكنه ظل أقل من متوسط السلسلة منذ شهر إبريل 2017. ظل تضخم أسعار المشتريات ضعيفًا بشكل نسبي، في حين ازدادت تكاليف التوظيف بوتيرة أقوى مما كان سائدًا في السلسلة. وواصلت الشركات تخفيض أسعار خدماتها ومنتجاتها. وهذا يشير، مع ارتفاع تكاليف التوظيف، إلى فرض ضغوط نزولية على هوامش الأرباح.